مينابيست: مقابلة حصرية مع المؤسس عن التأثير في ثقافة الرياضة العربية
في عالم الرياضة، تتبارى العلامات التجارية لتسليط الضوء على مواهب الرياضيين وتحفيز الجماهير، ومن بين هذه العلامات التجارية الناشئة تبرز “مينابيست” كمثال للتحول الاجتماعي والثقافي في المجتمع العربي. تتجلى قصة مينابيست في استراتيجية متميزة تمزج بين الرياضة والتأثير المجتمعي، حيث تسعى لتغيير واقع الرياضة العربية وجعلها مصدرًا للتأثير الإيجابي والتغيير الاجتماعي
- مينابيست: مقابلة حصرية مع المؤسس عن التأثير في ثقافة الرياضة العربية-
تركز مجلة لكم دائمًا تسليط الضوء على المؤسسين والشركات الناشئة، وفي هذا المقال، سنستكشف رحلة مينابيست وكيف تسعى إلى تحقيق تأثير عميق في المجتمع العربي من خلال خط انتاج لملابس رياضية تنافس العلامات التجارية العالمية ومن خلال دعم الرياضيين الموهوبين وتمكينهم، بالإضافة إلى السعي الى تحقيق نجاح تجاري مستدام.
في هذه المقابلة مع السيد عمر مُرة الشريك المؤسس لمينابيست، سنلقي نظرة حصرية على استراتيجيتها ومخططها للمستقبل، وكيف تسعى لتغيير نمط التفكير في الرياضة من مجرد هواية إلى مصدر رزق وفرصة للتألق والتحول.
من خلال حديثنا مع عمر، ندرك أن الرياضة ليست مجرد مجال للتنافس والانتصارات، بل هي منصة للتغيير والتأثير الاجتماعي، ومينابيست تبرز كمثال يلهمنا لتحقيق الأهداف الإنسانية والتجارية على حد سواء.
قبل البدء بالإجابة على الأسئلة، أخبرنا قليلاً عن نفسك وعن مينابيست
خلال دراستي في مجال هندسة الإلكترونيات، شعرت بعدم الارتياح وعدم الانتماء الكامل إلى المكان. كانت لدي رغبة قوية في تقديم أفكار جديدة وحلول مبتكرة لمشاكل السوق والمجتمع بشكل عام. في عام 2016، انغمست في رياضة الكروسفت ووجدت فيها إلهامًا حقيقيًا وبدأت حياتي تتغير تمامًا، حيث أصبحت الرياضة والصحة محور حياتي. وصلت هذه الرحلة إلى ذروتها في يونيو 2020، أثناء جائحة كوفيد-19، عندما بدأت في التأمل في مسار الرياضيين العرب مثل محمد صلاح وأُنس جابر، وصراعهم ونقص الدعم الذي واجهوه قبل تحقيق النجاح والشهرة. من هذا الاستنتاج، نشأت فكرة مينابيست، علامة تجارية تعهدت بدعم الشباب الطموح في مجال الرياضة، وتقديم الدعم اللازم لهم في رحلتهم نحو تحقيق أحلامهم الرياضية والاحترافية.
- أخبرنا عن مصدر الإلهام وراء انشاء مينابيست والرسالة وراءها
يبدو أن دور العلامات التجارية العالمية والمحلية في دعم المواهب الشابة غير ملفت للانتباه بشكل كافٍ في المنطقة العربية. عادةً ما يأتي الدعم من هذه الشركات بعد مرور الرياضي بفترة من الصعوبات، حيث يلفت الفوز بالبطولات انتباههم، ويبدأ التواصل لتقديم العروض التجارية أو إدراجهم في حملات الإعلان. في المجتمع العربي، يُعَتَبَر التعليم وحصول الشهادات الجامعية أمراً بالغ الأهمية، ويُعَامَل بأولوية على حساب اكتشاف ودعم المواهب الرياضية. يفضل الأهل التركيز على التعليم على حساب اهتمامهم بالمواهب الرياضية، مما يعكس خوفهم من عدم قدرة تلك المواهب على تحقيق النجاح المالي في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يفتقد المجتمع العربي جهة تساهم بشكل فعّال في رعاية وتطوير المواهب الرياضية، مما يعيق الوصول إلى المستويات المتقدمة في هذا المجال.
نحن نؤمن بأهمية التعليم والتحصيل الأكاديمي في بناء مجتمع مستقبلي قوي ومزدهر. ومع ذلك، نرى أن هناك إمكانيات هائلة في الساحة الرياضية لم تستغل بشكل كافٍ حتى الآن، ونسعى جاهدين لتغيير هذا المفهوم. نسعى لإظهار أن الرياضة ليست مجرد هواية، بل يمكن أن تكون مساراً نحو مستقبل واعد ومليء بالإنجازات، وذلك بالتوازي مع الاهتمام بالمستوى المحلي والعالمي للرياضة.
منتخب المغرب في كأس العالم كان له دور كبير في تجديد هذه الثقة، حيث أظهر للعالم بأسره قدراتنا العربية على تحقيق الإنجازات الكبيرة. من هنا، بدأت مينابيست رحلتها الفعلية في مجال دعم وتطوير المواهب الرياضية.
- ما الذي يميز مينابيست عن العلامات التجارية الأخرى للملابس الرياضية، (بالنسبة للجودة والتأثير وغيرها (؟
مينابيست هي أكثر من مجرد علامة تجارية للملابس الرياضية، بل هي رؤية ملتزمة بتعزيز ثقافة الرياضة ودعم المواهب الشابة في المجتمع العربي. نحن نسعى جاهدين لتحقيق هذا الهدف من خلال اتباع أسلوبنا الخاص:
- أولاً، نقدم منتجات رياضية عالية الجودة بأسعار معقولة، مما يجعل ممارسة الرياضة متاحة للجميع بغض النظر عن الخلفية المالية.
- ثانياً، نحن نستثمر في المستقبل عن طريق رعاية ودعم الرياضيين الموهوبين، حيث نسعى جاهدين لعدم إضاعة أي موهبة. نؤمن بأن تحفيز الشباب الموهوبين وتقديم الدعم اللازم لهم يمكن أن يغير مجرى حياتهم.
ما يميزنا هو التزامنا بجودة المنتجات والتأثير الاجتماعي الإيجابي من خلال رعاية الرياضيين العرب. نحن نسعى جاهدين لتحويل حياة الرياضيين المبتدئين من مجرد هواية إلى مرحلة الاحتراف. من خلال مبيعات الملابس الرياضية الخاصة بنا، نساهم في تمويل التدريبات، وتوفير المعدات اللازمة، ومنح الدراسات العليا للرياضيين، وكل ما يحتاجونه لتحقيق أحلامهم الرياضية وتحويلها إلى واقع.
- أخبرنا عن تجربة انشاء “مينابيست” وما هي الصعوبات التي واجهتكم عند التأسيس، وما هي الإنجازات التي حققتها الشركة حتى الآن؟
في عالم الملابس الرياضية المزدهر والمزدحم، الظهور بين كل هذه البراندات هو تحدٍ وفرصة في آن واحد. في مينابيست، إيماننا بجودة منتجاتنا المميزة، وتفاني فريقنا، ومهمتنا لتمكين الرياضيين في العالم العربي يغذي مسارنا إلى الأمام.
ما كان تحدياً جلياً هو تعلم وفهم مجال الأقمشة، ففي عالم الرياضة تختلف الاقمشة بناء على الغاية من المنتج الذي يتم العمل عليه، فمثلاً: البلايز الرياضية تختلف عن البناطيل او الشرطات الرياضية. وقد كان من المهم تعلم أسس وفروقات الخياطة، معالجة المواد، والخصائص لكل مادة مثل القطن، البوليستر، السباندكس، وغيرها. أما من ناحية أخرى فهي ما ندركه بشكل كلي، وهو فرض العلامة التجارية في السوق وفي وعي المشتري، حيث أننا نحتاج في مسيرتنا الكثير من الجهد لتوعية المجتمع الرياضي والغير رياضي بوجودنا والجودة والغاية التي تم إنشاء علامتنا التجارية لأجلها، وفي عالم تسويق العلامات التجارية هي من المراحل التي تستغرق مدة زمنية قد تصل لأكثر من سنتين، ولكننا نعمل على التوسع بشكل شبه سريع بعد التأكد بأن علامتنا التجارية في المناطق التي تم التوسع لها قد حصل على الانتباه والوعي اللازمين.
نفهم أن الازدهار في سوق مزدحم يتطلب أكثر من مجرد منتجات استثنائية؛ يتطلب التزامًا راسخًا بقيمنا وعلاقة شفافة مع مجتمعنا. لهذا السبب، نعد بالحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة، مشاركة معالم رحلتنا وتحدياتها على حد سواء. من خلال تبني الشفافية، ندعو مساهمينا وداعمينا ليكونوا جزءًا لا يتجزأ من قصة نجاحنا، شاهدين بأنفسهم على تأثير إيمانهم بمهمتنا.
حتى الآن نسعد بشهادة كل عملائنا على ما نقدم من جودة تضاهي العلامات التجارية العالمية، وكما أننا سعداء برعاية البطولة العربية للياقة البدنية “الفيت عرب” والتي ستعقد النهائيات لها في الغردقة بمصر في شهر ٦، والتي كانت خطوة مهمة لنا حيث أن البطولة تتوافق مع فكر مينابيّست في دعم الرياضيين العرب وإنشاء مساحة رياضية ذات طابع عربي للجميع.
- أحد الخدمات التي تطمحون لأدراجها على موقعكم هي ارشاد الرياضيين وتزويدهم بالمعدات والمنح الدراسية التي يحتاجونها، كيف تعتقد ان هذه الخدمات الجديدة ستساهم بانتشار “مينابيست”؟
من خلال دعمنا للرياضيين نسعى أن نكون الداعم وأحد أسباب النجاح الرئيسي لهم وذلك يأتي بعد إجتهادهم، مثابرتهم، والإلتزام بالتعاون المشترك في تطوير القدرات. نرى أنه سوف يعكس نجاح لنا على المدى الطويل عندما يحققون انجازات متقدمة، او عند التعاقد مع اندية احترافية، فإن كبر جمهورهم وأصبح لهم منصة عالمية فإن مينابيّست الداعم الرئيسي ستكون حاضرة في وجدانهم وذكرهم أمام جمهور جديد يسمع بنا.
وكما أننا نخطط دوماً لتوفير محتوى يخاطب هذا الجمهور مسبقاً لترسيخ ثقافة رياضية وإسم العلامة التجارية لدى الجمهور.
- ما هي التغييرات التي تأمل مينابيست تحقيقها في مفهوم اللياقة البدنية في العالم العربي؟
نحن نسعى بجدية لتحويل واقع الرياضة في العالم العربي، حيث نهدف إلى تخفيف الصعوبات التي تواجه الرياضيين الموهوبين قدر المستطاع، وتحويل الرياضة من مجرد هواية إلى مصدر رزق مستدام. مهمتنا واضحة ومحددة، وهي تحويل حياة الرياضيين المبتدئين من مجرد هواية إلى مرحلة الاحتراف، وذلك من خلال توفير الدعم والموارد اللازمة لتطوير مهاراتهم وتحقيق أحلامهم الرياضية.
بالإضافة إلى ذلك، نسعى إلى توحيد المجتمع العربي تحت مظلة الرياضة، حيث نعمل على تقليص المسافات الثقافية والجغرافية بين الرياضيين العرب، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والنصائح بينهم. نحن نسعى لتشكيل مجتمع رياضي عربي قوي يدعم بعضه البعض، ويعمل معاً نحو تحقيق النجاح والتميز على المستوى العالمي.
- ما هي رؤيتك مينابيست على المدى الطويل، سواء من ناحية النجاح التجاري أو التأثير على المجتمع الرياضي؟
نحن نرى أن لدينا رحلة طويلة نخوضها مع العديد من التجارب التي ستعزز من منظور حملتنا في التأثير المجتمعي على المجتمع الرياضي. نعتقد بأننا قادرون على تعويض الفجوة التي تُحكمها المنتجات الغربية، سواء من حيث الجودة أو فهم سوقنا العربي بشكل أفضل.
نحن نواصل وضع خطة تنموية لمدة عشر سنوات، نطمح من خلالها للتوسع في السوق العربي من خلال توسيع نقاط التوزيع وزيادة التعاون مع الرياضيين ودعمهم بشكل مستمر ومدروس. نفهم بأن النجاح للعلامة التجارية يترافق مع التأثير المجتمعي، لذا فإننا نتبنى نهجاً شفافاً ومتعاطفاً يتيح لنا تحقيق الأهداف الاقتصادية بالتوازي مع دعم وتمكين المجتمع الرياضي.
نعمل على تحقيق أهدافنا بشكل مستمر على مدى السنوات القادمة، حيث نسعى لتحقيق الإنجازات الصغيرة بشكل مستمر، ولكن بشكل تراكمي يؤدي إلى تحقيق أثر كبير. بتركيزنا على الجودة، والغرض المدفوع بالمهمة، والممارسات الشفافة، نحن في مينابيست لسنا مجرد علامة تجارية، بل نحن حركة ملتزمة برفع مستوى الرياضيين في جميع أنحاء العالم وترك بصمة إيجابية في مجتمعاتنا.
يمكنك قراءة المقال أيضاً من خلال زيارة مجلة لكم للرواد الشباب
تم تحرير المقال من خلال: مجلة لكم للرواد الشباب
Tags: